نَظَّمَ فريقُ البحث الأدبي والسيميائي، ووحدةُ التكوين: لسانيات-تواصل-ترجمة، ومركز الدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والترجمة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، الدورة التكوينية الثانية لفائدة طلاب الدكتوراه المنسوبين إلى وحدة التكوين، وقد أطَّر الدورةَ فضيلةُ الأستاذة الدكتورة: أمال نجاري ، الأستاذة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان، على تأطيرها للدورة التكوينية الثانية، بمحاضرَة عُنوانُها:
LA FORMATION DOCTORALE – QUELLES COMPETENCES A DEVELOPPER
Pr. AMEL NEJJARI, ENSA, Tétouan
تقرير عن محاضرَة الدكتورة أمال نجاري، كتبته الباحثةُ سهيلة ريان، مَشكورةً موفَّقَةً :
نظَّمَت فرقةُ البحث الأدبي والسيميائي، ووحدة لسانيات تواصل وترجمة، دورةً تكوينية ثانيةً لفائدة طلبة الدكتوراه في موضوع:
ما الكفايات التي تحتاج إلى التطوير؟”
“La formation doctorale: Quelles compétences à développer?”
Par: Dr.Amel NEJJARI, ENSA Tétouan
وذلك يوم الخميس الجاري الموافق ل 7 فبراير 2019، بمركز الدكتوراه التابع لكيلة الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها فضيلة الدكتور عبد الرحمن بودرع، الذي أبان عن أهمية هذه الدورات التكوينية التي تسهم بشكل أو بآخر في توجيه الطلبة الباحثين وتساعدهم على إنجاز بحوثهم في أحسن الظروف وتيسر لهم كل الصعاب وتكلل جهودهم بالنجاح والتوفيق.
وبعدها مباشرة أعطى الكلمة للدكتورة آمال النجاري لتستعرض محاضرتها أمام المهتمين من الطلبة والطالبات في سلكي الدكتوراه والماستر، وهو عرض أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه عرض شامل وجامع لمحاور الموضع الذي عُقدت من أجله هذه الدورة والذي يتعلق بالكفايات التي ينبغي توفرها في بحث الدكتوراه.
ومن أهم النقاط التي تعرضت لها الأستاذة:
– لماذا بحث الدكتوراه؟ وما الغاياتُ المرجوَّة من البحث في سلك الدّكتوراه؟
ألأن العادةَ جرت على إنجاز البحث؟ أم لأن الإنسان ليس لديه شغل ينخرط فيه؟
– هل الدكتوراه غاية أو وسيلة للوصول إلى مفتاح تطوير القدرات والمعرفة ولاستعمال الوسائل المتاحة؟
– الدكتوراه في الأخير مشروع يُطوّرُ الكفاءات البحثية –
– ما المجالات التي تتطلب منا التأسيس العلمي والمعرفي؟
– ما آفاق الدكتوراه؟.
وقد تطرقَت المُحاضِرَةُ في معرض حديثها، إلى تحدي الجامعة Universty Challenge الذي يكمن في مساعدة الطالب وتوجيه موضوعه وتجديده، في إطار الخبرة، ومن ثَمّ يكمن تحدي الجامعة في إنتاج طالب باحث نافع له قدرة على نَفْعِ نفسه ومجتمعه وبَلَده، وله القدرة او الكفاية على تنمية هذه الأشياء مجتمعة وتطويرها.
كما تطرقت إلى عدة مشاريع تضمن للطالب الباحث إدماج جيد، بحيث يكون البحث قائماً على استفتاء الرأي حول الإمكانيات والوسائل والطرق المتبعة في ميدان القدرات البحثية وفي إطار الشبكة العالمية الخاصة، وهي من أكثر الوسائل تحقيقا بما لما يُمكن تسميته بالمشهدية Visibility؛ لأن الباحث لا يكون له حضور أقوى إلا من خلال المشاركة أو الانخراط في الشبكة، خاصة في المواقع التي أشارت إليها الدكتورة في حديثها…
كما تعرضت لأهمية القدرات والتي حصرتها في نقطتين اثنتين:
• “القدرة المعرفية”: أي امتلاك الإمكانيات والوسائل أو ما يمكن تسميته بالعُدة أو الجهاز Hard.
• القدرة الذاتية: Soft وهي تحتاج إلى التطوير والاكتساب منذ الصغر (الباحث في الدكتوراه يصوغ شخصيته ومَلَكَتَه منذ أمد بعيد معرفةً ومنهاجاً).
لكي يكون الباحث باحثا في الدكتوراه ينبغي أن يقضيَ معظم أوقاته في اليقظة العلمية المستمرة، ويُحوِّلَ مُحيطَه إلى وسائل وأدواتٍ صالحة لتطعيم منهجه.
• القدرات النظامية المتوفرة:
□ القدرات اللازمة : وهي البرمجة الذاتية أو التجربة أو العدة التي اكتسبها ويكتسبها الباحث منذ الصغر.
□ القدرات المطورة خارج نشاطه البحثي: وهي المدرجة في الاستعمال في مشروع البحث.
فصلت الأستاذة الحديث عن هذه القدرات المطورة خارج نشاط البحث وحصرتها في النقاط التالية:
أولا أن يكون الباحث قادرا على التعامل مع الإشكاليات وعلى صياغة مشروع بحثه للدكتوراه.
من خلال هذه القدرات يستطيع الباحث في أي تخصص أن يحدد الكلمات المفاتيح لمشروعه ويُسهّل عليه توضيحَ الاشكالات والسياق العلمي الذي سيندرج فيه مشروعه والفرضيات التي سيبحث فيها والتي تحتاج إلى التطوير والبحث المستمر.
{ أفضل عمل ليس الذي أنهيته بل الذي أتيت فيه بجديد}.
ينبغي للباحث أن يكون قادرا على صياغة الإشكال والسؤال والمصطلح والإتيان بالجديد والقدرة على الحديث كذلك، وإثارة الإشكال والشكوك أي إثارة الأسئلة غير البريئة.
أما الشق الثاني من القدرات التي تعرضت لها المُحاضِرة بالحديث فهو قدرة الطالب على تصور منهج مناسب للقضية المعالَجَة؛ فالبحث يقتضي الحركية : حركة وتقدماً ورجوعاً ومراجعةً مستمرةً وإثباتاً ونقداً وأخذاً ورداً وإبداءً وإعادةً، والسؤال والتفريع…، لقَد انتهى عصرُ الباحث المحبوس وراء جدرانِ مكتبه، فالباحث المتحرك هو من يبحث عن المعلومات والمنهج والفرضيات، فيقارن ويوازن ..، (كما أن التأني مطلوب أيضاً) .
هذا وقد أشارت المُحاضِرَة إلى أهمية نشر نتائج البحث كي تناقش، ولابد أيضا من تثبيت هذه النتائج وإحكامها في السيرة العلمية للباحث (فهذا يدل على أن القدرة قد حصلت) Porte-Folio.
لابد من أن يكون للباحث صفحة أو حساب في الأنترنيت خاصة في المواقع المحترمة مثا Linkdin، لأنه من خلال العالم الرقمي يكون الطالب قد أثبت حضوره في الساحة العلمية ، وهذا الانخراط والاندماج سيمكِّن مشروعَه البحثيَّ من الظهور بجميع عَناصره: فرضيةً ومنهجاً وإشكالاً ، وهذا كله تفاديا للتكرار الذي يحصل بين بُحوث الدكتوراه في الجامعات الدولية خاصة في العالَم العربي.
تحدثت المُحاضِرَةُ أيضاً عن أهمية القدرات التي تقوم بها التكوينات المستمرة Formations continues، لِما لها من منافعَ كثيرةٍ في تحديث المعلومات والمعارف والمنهج وتحسين Optimization الانفتاح على الخارج وتحقيق التواصل، كما أن هذه التكوينات تحفز على العمل وتطوره وتساعد في تحسين المردود وتحسين الوقت …
وعرجت المُحاضِرَةُ أيضاً على الحديث عن المسؤولية المُلقاة على عاتق الباحث لأنه ينبغي أن يكشف نفسه والثغرات الموجودة في داخله.
وأشارت إلى ضرورةِ تسلُّح الطالب باللغات، لأن الباحثَ دون لغة واحدة ذو بعدٍ واحد Unidisciplinaire. وضَرورةِ استكمال التكوين في مادة معينة وأهمية تداخل المعارف.
لأنّ التقاءَ الاختصاصات Polydisciplinarity يساعد على تقدم الأبحاث ويعطي البحثَ طابعَ الشمولية ويُخرجُه عن دائرةِ المحلية والقوقعة الضيقة .
وتطرقت الأستاذة أيضا إلى أخلاقيات البحث العلمي Ethic التي اجملتها في التحلي بالأمانة العلمية والصبر والتحلي بالأخلاق الكريمة والحميدة….
وتحدثت أيضا في موضع آخر عن واقع البحث العلمي في المغرب الذي يثير إشكالات كثيرة، كالتعاقد الذي فَتَحته الوزارةُ في وجوه الطلاب الشباب في ميدان التعليم، ومدى أهمية هذه العملية في فتح مجالات تطبيقية ميدانية تُغني الباحث في تفاعُله مع المحيط واتصاله بأطراف العملية العلمية التعليمية، وهذه الميادين التطبيقيةُ التي تُفتَح في وجوه المتعاقدين، والتي ينبغي لهم استثمارُها في بحوثهم هي: التكوين والتعليم والاستماع والمحادثة وحسن الاتصال بالآخرين وهذا يطعم البحث ويغنيه.
وفي نهاية عرضها تطرقت إلى حصيلة القدرة البحثية:
وضع حصيلة خاصة بالمكتسبات: استقراء الحصيلَة الشخصية المُكتسبَة وتثبيتها
▪ القدرة على التواصل وتبليغ الفكرة وتبسيطها.
▪ القدرة على النشر …
▪ أهمية التكوين في الأندية البحثية …
كتبته الباحثةُ سهيلة ريان وراجَعَه صاحب هذه الصفحَة