أهميةُ “لسانيات النص وَتَحليل الخطاب” في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية
في معالَجَة القضايا الاجتماعية
أ.د.عبد الرحمن بودرع. جامعة عبد المالك السعدي، تطوان-المغرب
يحرصُ البحثُ على مُجاوَزَةِ الفَرقِ بين المَباحثِ التي تعتمدُ النّظرِيّاتِ الاجتماعيّةَ المُجرّدَةَ عن كلّ تَحليلٍ نَصّيّ أو خطابيّ، إلى ذلِك التّركيبِ المنهجيّ الذي يُقدّمُ رؤيةً تَحليليّةً نَقديّةً للقَضايا الاجتماعيّةِ من خلالِ ما يتكلّمُ به النّاسُ وما يَكتُبونَ، وذلِكَ لأنّ كلَّ مُمارسةٍ اجتماعيّةٍ أو فعلٍ اجتماعيّ أو ظاهرةٍ أو قضيّةٍ ممّا يُحدِثُه النّاسُ في مُجتمعاتهِم، إنّما هو أمرٌ ينطلقُ من بناءٍ ثابتٍ يُدْعى “نِظام الخِطاب” Order of Discours ، ويُعدُّ هذا النّظامُ مُكوِّناً من مكوِّناتِ الخطابِ الاجتماعيّ؛ فلا يُتصوَّرُ أنّ المَباحثَ الثّقافيّةَ والاجتماعيّةَ تَنشأ و تُؤلَّفُ من أجْلِ إنْجازِ الخِطاب، ولا يُتصوّرُ أيضاً أنّ الخطابَ يُولِّدُ الفعلَ الاجتماعيَّ، ولكنَّ المُرادَ أنّ الثّقافَةَ والحَدَثَ الاجتماعيَّ والسياسيَّ وما يتَّصلُ بِهما من ظَواهرَ، كلُّ أولئكَ يُمارسُ تأثيرَه وفاعليّتَه من خلالِ الثّقافَة المُتَداوَلَةِ والنّقْدِ والتّحليلِ وغيْرِها من أشْكالِ إنتاجِ الخطابِ.
ولبيان أهمية تحليل الخطاب النقدي للنصوص المَكتوبَة؛ درس البحثُ مُقارَبَتَين نظريتَين من “لسانيات النص وَتَحليل الخطاب” في معالَجَة القضايا الاجتماعية والسياسية
- الأولى “المُقاربَةُ المعرفيّةٌ الاجتماعيّةٌ السياسيّة”: “التَحليلُ النّصّي للخِطابِ الاجتماعي السياسي”.
- الثانيةُ : “الأنساق الذّهنيّة التّصوريّة”اساسًا لإنتاج لنصوص وتَحليل الخطابات.
وانتهى البحثُ إلى تأكيد أنّ عالَم النص والخطاب اللساني مُعادلٌ موضوعيّ لعالَم لأفكار والمفاهيم المنعكسة عن عالَم الواقع، وقد قدَّمَ تحليل الخطاب مَفاهيمَ جَديدةً لتحليل الظواهر والقضايا التي تهم الإنسان والمجتمع.